ولد الشهيد غسان كنفاني عام 1936 فى مدينة عكا فى فلسطين
عام 1948 أجبر هو وعائلته على النزوح فعاش بسوريا كلاجئ
فلسطيني ثم لبنان وحصل على الجنسيه اللبنانيه ...
انضم الى حركة القوميين العرب ضمه اليها جورج حبش عام 1953
ذهب الي الكويت وعمل بالتدريس الابتدائي ..
ثم انتقل الى بيروت للعمل فى مجلة الحريه عام 1961 التي كانت تنطق باسم الحركه
عمل مسؤولا عن القسم الثقافي في ملحق فلسطين ,, انتقل الى العمل فى جريدة
الانوار اللبنانيه وحين تاسست الجبهه الشعبيه لتحرير فلسطين اصدرت الجبهه
جريده ناطقه ياسمها حملت اسم مجلة الهدف وترأس غسان تحريرها واصبح الناطق
الرسمي باسم الجبهه ،، وتزوج من سيده دانمركيه ورزق منها بولدين هما فايز وليلى.
تم اغتياله من قبل اجهزة المخابرات الاسرائيليه بانفجار استشهد على اثره عام 1972
رثاه محمود درويش رثاء البركان
وقال فيها
محاولة رثاء بركان
(لمحمود درويش)
لم تَكُنْ رَجُلاً
كنتَ إنسانيَّةً
لم تمتَشِق قلَماً
لم تمتَشِق بندقيَّةً
لم تمتَشِق إلا دمكْ
كان دمُكَ مكشوفاَ من قبل أن يُسفَكْ
ومنْ رآكَ رأى دَمَكْ
هوَ الوحيدُ الواضحُ
الوحيدُ الحقيقيُّ
والوحيدُ العربيُّ
دقَّ سقفَ الهجرةِ
وعادَ كالمطر الذي يهطل فجأة من سماء النُحاسِ على أرضِ القصدير
فهل سمعنا رنينهُ؟
هل سمعنا صداه؟
سمعناهُ يا غسان
فكيف نثأر له؟
وحين نقول فلسطين.....
فماذا نعني؟
هل فكَّرنا بهذا السؤال من قبل؟
الآن نعرفُ:
أن تكون فلسطينيا معناه أن تعتاد الموت
أن تتعامل مع الموت
أن تُقدِّم طلب انتسابٍ الى دمِ غسان كنفاني
ليست أشلاؤك قطعا من اللحم المتطاير المحترق
هي عكا وحيفا والقدس وطبريا ويافا
طوبى للجسد الذي يتناثر مدنا
ولن يكون فلسطينيا من لا يضمُّ لحمه من الريح وسطوح منازل الجيران وملفات التحقيق
من أجل التئام الأشلاء
ماذا نفعلُ..... وماذا نفعل من أجلك؟
هكذا تساءلنا
ونسينا أن نتساءل عمَّا نفعلُ من أجلِ ما تبقَّى ومن تبقَّى منَّا
وكيف نردُّ:
نحرق مكاتبنا ونمضي.....
نمضي إلى أين؟
نمضي إليك؟
إلى الثورة؟
نُخرجها من رحم الفكرةِ والأحلام والأناشيد
لأن دمكَ قد خرج
الذاكرة والخاطرة والأغاني لا تحوَِّل المنفى الى وطن
ولم يبق لنا غير الإنتماء إلى الثورة
فلنذهب إلى الثورة جميعا
ولنملأ الأطر التي نركها غسان
حتى لا يكون وحيدا
ولا يتيما ولا حزينا
لقد تحوَّل من شكلٍ إلى رؤيا
فلندخل مرحلة التَّحوُّل
وطوبى للقلب الذي لا توقفه رصاصة ولا تكفيه رصاصة
نسفوكَ كما ينسفونَ جبهةً وقاعدةً وجبلاَ وعاصفة
وحاربوكَ كما يحاربون جيشا لأنك رمز وحضارة جرحٍ......
ولماذا أنت؟
لماذا أنت؟
لأنَّ الوطن فيكَ صيرورة مستمرَّة
وتحوُّلٌ دائمٌ من سواد الخيمة حتى سواد النابالم
ومن التَّشَرُّدِ حتى المقاومة
ها هم يتبارون في رثائك كأنك شيء ذاهبٌ
ولم يعرفوا أنك مذ رحلتَ قادمٌ قادمْ
من الريحِ ومنزل الجيران وملفات التحقيق ومن الصمت واستمراء الهزيمة ومناقبها
هاهم أولاء يتبارون في رثائك كأنهم يرثون فردا
أه....... من يرثي بركانا !!!!!!
هذة لحظتك َ
فلا تجمع أشلاءكَ ولا تَعُدْ ..... لا تَعُدْ ..... لا تنتظرنا في المَهاجر
كان يجب أن نراك، أن نعرفك ، أن نسير معك قبل اليوم
ولكن اليوم لم ينضج فينا
نُعزي أهلك؟!!!!!!
لا
نعزي أنفسنا؟!!!
لا
نذهب إلى جبل الكرمل ونعزيه؟
نذهب إلى فلسطين ونعزيها؟
هي المفجوعةُ
هي الثَّكلى
نعزيها أم نهنِّئها؟
لا أدري
فهي التي سترتب عظامكَ
هي التي ستعيد تكوينك من جديد
ونحن هنا سنموت كثيرا .... كثيرا نموت إلى أن نصبحَ فلسطينيين حقيقيين
وعربا حقيقيين