مركز الوسيلة الثقافي

أهلا وسهلا بك في منتدى الوسيلة الثقافي
للإنضمام لأسرتنا المتواضعة
نرجو منك التسجيل
وإن شالله بتقضي أوقات حلوة ضمن صفحات الموقع

ملاحظة هامة:
عند التسجيل ستصلك رسالة لتفعيل عضويتك
على الـ E-mail الذي سجلت به
وقد تكون الرسالة في صندوق البريد المهمل (Junk)


إدارة مركز الوسيلة الثقافي
مركز الوسيلة الثقافي

أهلا وسهلا بك في منتدى الوسيلة الثقافي
للإنضمام لأسرتنا المتواضعة
نرجو منك التسجيل
وإن شالله بتقضي أوقات حلوة ضمن صفحات الموقع

ملاحظة هامة:
عند التسجيل ستصلك رسالة لتفعيل عضويتك
على الـ E-mail الذي سجلت به
وقد تكون الرسالة في صندوق البريد المهمل (Junk)


إدارة مركز الوسيلة الثقافي
مركز الوسيلة الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الوسيلة الثقافي .. وسيلتك للتميّز والإبداع
 
الرئيسيةالبوابةالمجلةمن نحنأحدث الصوردردشةالطقسالتسجيلدخول

 

 ((بكاء العندليب))

اذهب الى الأسفل 
+2
galaxy
لحن الوتر
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
لحن الوتر
مشرفة عامة
مشرفة عامة
لحن الوتر


انثى

الجدي القرد
عدد المشاركات : 11393
نقاط النشاط : 23173
السّمعَة : 349
الدولة/المديـنة : اليمن
العمل/الدراسة : ELECTRICAL ENGINEERING
العمــر : 31
اليمن
تعبان
((بكاء العندليب)) Left_bar_bleue100 / 100100 / 100((بكاء العندليب)) Right_bar_bleue

((بكاء العندليب)) Medal-15 ((بكاء العندليب)) Medal-14 ((بكاء العندليب)) Medal-16 ((بكاء العندليب)) Medal-15 ((بكاء العندليب)) Medal-14 ((بكاء العندليب)) Medal-16

((بكاء العندليب)) Empty
مُساهمةموضوع: ((بكاء العندليب))   ((بكاء العندليب)) Ouo10الثلاثاء يناير 18, 2011 6:51 pm




((بكاء العندليب))

السلام عليكم
القصه طويله شوي بس اول ماتبدأ تقراها رح تحب تكملها للنهايه



هطلت قطرات المطر بغزارة تداعب شعراتها المسترسلة فوق عينيها التي هطل منهما سيل من الدموع فاختلطت هذه الدموع بمياه المطر بينما اخترقت أذناها هدرات الموسيقى الصاخبة وخانتها رجلاها فهوت في بركة من الوحل
أجالت بصرها في الشارع الممتد المتشح بالسواد و لاحظت أن القطط تمشي حزينة متثاقلة و الأشجار تئن و النسيم ينشج لقد كان الجميع حزيناً
و أضربها برد الماء و اشتد الألم ببطنها فنهضت متثاقلة تسند بطنها المنتفخة على الجدران و قد بدأبها الطلق في حين اجتازتها سيارة صغيرة تحمل عروساً ليلة زفافها و تسوقها إلى ليلتها الهانئة مع رجل كانت تعرفه في غابر أيامها
شدة البرد أعادت ذاكرتها عشر سنوات إلى الوراء حيث كان الثلج يهطل بغزارة لكنها كانت تجلس دافئة في الغرفة الصغيرة المطلة على سفح الجبل بين إخوتها الذين اجتمعوا ملتفين حول الكعكة اللذيذة التي صنعتها والدتهم احتفالاً بحصولها على الشهادة الابتدائية و بدرجة أولى ...ما أسرع الوقت ... كم مضت تلك الأيام مسرعة إنها تذكر فرحت العائلة حين حصولها على الشهادة الإعدادية و تذكر عدنان ابن جيرانهم المهذب الذي كان لا يرفع نظره عن الأرض ... لقد كانت أمها تمدحه دائماً و تقول الهي يكون من نصيبك.
في الفترة الثانوية أحست الحياة بطعم آخر , كثيراً ما روت لها صديقاتها قصصاً مختلفة عن الحب ... وأنه نبض الحياة و روحها و منذ ذلك الوقت بدأت تبحث عن الحب , أصبحت تراقب نظرات الشبان ..لأن الشاب لا ينظر سوى للفتاة التي يحبها ... هكذا أخبرتها صديقاتها الخبيرات بالحب.
و قد لاحظت أن أكثر الشباب يحبونها و أن عليها أن تختار أحدهم لتحبه و تسعد معه , و لم تكن عملية الاختيار سهلة فهي لا تعرف بعد كيف تحب و كيف تختار ... وهكذا بقيت تبحث محتارة حتى اهتدت أخيراً إلى ينبوع سعادتها و نبض حياتها رامي ... الذي كان لفرط حبه لها يترك أشغاله و ينتظرها أمام المدرسة كل يوم لتطالع عيونه بهاء طلعتها و نور جمالها ,لا يحجزه عن ذلك برد و لا حر و لا مطر, ثم لا يكتفي بذلك ,بل يسير ورائها يختلس النظرات التي تقابلها بابتسامة رقيقة تتردد بين شفتيها قبل أن تفرقهما بوابة البناء لينتظرا يوماً آخر
قبل الامتحان لم تعد تخرج و حرمت رؤيته شهرين متتابعين كانا كأنهما أعواماً عديدة
في يوم إعلان النتائج كانت فرحتها فرحتين و لكن فرحتها بنجاحها كانت أقل بكثير من فرحتها برؤيته بعد هذا الفراق .... و قد كلمته خلسة وواعدته على اللقاء في اليوم التالي... و تكررت اللقاءات.... و تحولت إلى عادة !
في بعض اللقاءات و عندما كان يحاول تجاوز حدوده كانت تردعه بلطف و تذكره أنها تريد ما بينهما نقياً صافياً و كان يعتذر لها بأن حبه الكبير يفقده صوابه.
جميع أفراد العائلة رفضوا فكرة ذهابها إلى الجامعة.. كيف تسافر فتاة لوحدها؟ في بلد غريب !
بعد جهد و صعوبة أقنعتهم أن تسجل و توقف تسجيلها عل الأيام تحل ما أشكل و أعضل و كانت درجاتها تؤهلها دخول فرع الهندسة الالكترونية فسجلت به ثم عادت إلى قريتها الريفية البسيطة .
لقاءاتهما المتكررة أثارة ريبة أفراد العائلة فزادوا القيود حول خروجها من المنزل مما دعاها لوضح حد لهذه اللقاءات و تجرأت فصارحته بطلب الزواج
كان رامي يعمل صانعاً في محل نجار و كان دخله جيداً يمكنه من أن يفتح بيتاً و لكن رأيه كما وضحه لها أن الزواج يقتل الحب كما يقتل الملح النبات , و حتى يبقى حبهما جميلاً يجب أن يبقى حراً طليقاً , كما أنها يجب أن تزيل كل الحدود بينهما حتى تذوق طعم الحب الحقيقي
لن تستطيع أن تنسى أبداً تلك الليلة أو تنسى صوت أمها و هي تحدثها عن الفتاة و صون شرفها الثمين الذي هو كل ما تملك و تحذرها من نظرات الشباب و همساتهم العابثة و تحدثها عن الحب و المودة في البيت السعيد المبني على أساس متين .. و كانت تنظر لأمها بحزن و تحدث نفسها –واحسرتاه عليك يا أمي لقد دفنت نفسك في هذا البيت و لم تعرفي معنى الحب الحقيقي الذي أعيشه أنا... فعلاً لا يعرف طعم الحب من لم يذقه ... يا لحظها السعيد لقد ساقت الحياة لها هذا الشاب الرائع ليعيشا معاً قصة حبهما الطاهر بعيداً عن أعين الناس الذين لا يفهمون معنى الحب و جماله فهم غارقون في بحور كراهيتهم هكذا كانت تحدث نفسها –
بعد أسبوع ٍواحد .. كان يوماً مشؤوماً ! تقدم عدنان ابن جيرانهم الخجول لخطبتها فطارت أمها فرحاً ووافقت أسرتها طبعاً .. فإنهم جهلة الحب قد اتفقوا على أن يدفنوها معهم في بحر حياتهم الباردة البعيدة عن دفئ الحب و جماله
و لكنها رفضت بإصرار و إذعانا لإصرارها اعتذرت العائلة و انتهت غيمة السواد
هذه الحادثة جعلتها تزيد من إصرارها على رامي بالزواج ,حتى زارهم ذات يوماً طالباً يدها
و على العكس تماماً فرغم إصرارها على الزواج منه فإن جميع أفراد العائلة رفضوا هذا الزواج و تعللوا بسمعته السيئة و أخلاقه الفاسدة ... و أي شاب ليس في حياته هفوات شباب و طيش و لكن معدنه الذهبي في قلبه أحسن ضوء من الشمس , وهكذا حكمت عليها الحياة أن تحرم ينبوع حبها بشائعات تافهة رسمتها أحقاد الحساد حول حبيبها الجميل الذي لن تجد بمثل أخلاقه و حبه في دنياها
أشهر عدة مضت و هي تفكر محتارة مبعثرة حتى حزمت أمرها في نهاية المطاف و قررت قرارها الصائب بأن تهرب معه و لا تسمح لأفراد عائلتها أن يفسدوا عليها زهرة حبها المتألقة
ليلة الفراق كانت بالغة الحزن ... فرغم أن أفراد أسرتها عارضوا زواجها بمن تحب و لكنها كانت تحبهم جميعاً, لقد عاشت معهم أياماً بهيجة و لحظات رائعة
حزمت بعض ثيابها و جمعت مصاغها الذهبي ثم خرجت بهدوء فقبلت مقبض باب غرفة إخوتها و ألقت عليهم من فرجته نظرات الوداع ثم غادرت دون أن تودع أمها و لو بنظرة و أغلقت الباب لتنطلق دمعة حارة متدحرجة على خدها بينما كانت تهبط الدرج
في المدينة استأجر رامي لهما بيتاً صغيراً ... ذاقت فيه و لأسبوع واحد ..واحد فقط لحظات حب جميلة قبل أن ينقلب بعد أن دفعت له مصاغها إلى رجل آخر لم تعرفه من قبل ضاعت من شفتيه كلمات الحب و ارتسمت على وجهه خطوط الكره و بدأ يتبرم بها و يلعن الساعة التي عرفها فيها و أخيراً طلب إليها العودة لبيت أهلها دون أن تخبرهم أنها كانت معه ... هذا إن كانت فعلاً تحبه و سوف يصلح هو الأحوال فيما بعد
وأنى لها أن تعود و قد مضى على غيابها أربع أشهر , بأي وجه تعود , كيف
الأشهر القادمة كانت قاسية ,الكلمات و الألفاظ القذرة و الضرب بقسوة و الاهانة و كان دائماً يفصح لها أنها عبء ثقيل على صدره و أن أمثالها من النوع الرخيص لا تعرف الطهر وحرام على مثله أن يدنس نفسه بالعيش مع مثلها وزاد ذلك بعد علمه بحملها وأصبحت حياتها لا تطاق ولكنها ستصبر وأين تفر؟ إلى أهلها ! و نفرت من عيونها الدموع بغزارة حتى لم تعد ترى ما أمامها
وأخيراً وفي هذا اليوم البارد الماطر أعلن لها عن زواجه الليلة بفتاة طاهرة لا تساوي هي ظفرها و أنه سيقوم بتنظيف البيت من قذاراته ودفعها بكلتا يديه لتتدحرج على الدرج قبل أن تجد نفسها على جانب الطريق و المطر يهطل فوقها ونسمات الهواء الباردة تبعث القشعريرة في جسمها
نعود هنا لبداية القصة :
صافرة سيارة شاحنة أعادتها من ذكرياتها ليشتد ألم بطنها لا تدري من البرد أم من الطلق ثم لتفقد وعيها و تغيب عما حولها
عندما فتحت عيناها كان كل شيء قد تغير,وجدت نفسها على سرير مريح في غرفة دافئة و ببطن منخفضة وتساءلت أين الطفل و بعد لحظات من التأمل أدركت أنها في غرفة المشفى وأن عملية قيصرية قد أجريت لها و ارتسمت على شفتيها ابتسامة عندما لمحت طفلاً جميلاً إلى جانبها ولكن هذه الابتسامة فترت وتحولت إلى إطراقة صامتة تتأمل المجهول , وأخذتها سنة من النوم لتستيقظ بعدها وقد شعرت بوجود أحد في الغرفة وعندما فتحت عينيها أبصرت رجلاً في العقد الرابع من العمر تبدوا على وجهه سيما الوقار
ابتسم لها و هو يحمد الله على سلامتها ويطلب منها الراحة التامة , لكنه صعقها حين استفسر عن والد الطفل ... سكتت و لم تجب و سكت هو أيضاً
لعلها فهمت الآن أنه رجل محسن وجدها على الطريق فحملها إلى المشفى وقام لها بما يجب على أتم وجه , وهكذا فهي تدين له بهذا المعروف الكبير
بضعة أيام أمضتها في المشفى استعادة خلالها قوتها و صحتها , حتى حانت ساعة الرحيل و حزمت أغراضها لتغادر المشفى برفقة هذا الرجل الغريب سائرة نحو المجهول
سارت الفتاة معه مسافة قبل أن يدخلا إحدى المباني و يصعدا إلى طابقه الثاني حيث وجدت نفسها في بيت مجهز بكل ما يلزم تركها فيه قائلاً : لعلك تستريحين فيه أسبوعاً قبل أن تباشري عملك وتستطيعين الاعتماد على نفسك
الأيام القادمة وضحت لها عملها كخياطة في ورشة صغيرة تحوي أربع عاملات فقط يخطن ألبسة أكثر ما يميزها كثرة الجيوب فيها ,كانت مع رفيقاتها ينتجن كل يوم خمسين قطعة تنقل إلى غرفة أ حيث يتم تغليفها وتجميعها
كان الأجر ممتازاً كما أنه ترك لها الدار بدون مقابل ريثما تقف على قدميها و تستطيع شراء بيت لها, لقد أدركت أنها قابلت أخيراً رجلاً على غاية من النبل و الكرم , و هكذا ضمت إليها ابنها لتعيش معه حياة هانئة جميلة في بيتها الصغير حتى دخل عامه الثالث وحياتها تزداد جمالاً و سعادة
صبيحة هذا اليوم أحست كدراً غريباً لم تألفه من قبل حتى و هي تدع طفلها عند جارتها خيل إليها أنها لن تراه بعد ذلك , ضمته بحرارة وزرفت منها الدموع , ثم غادرت إلى مكان عملها كعادتها كل يوم
في العمل كن ثلاثة أما الرابعة فقد غابت على غير عادتها
كانت الساعة قد تخطت العاشرة و النصف بدقائق عندما دخل من الباب أربع رجال يحملون أسلحة اقتادوهم إلى أسفل البناء حيث كانت سيارة مليئة بالعناصر تنتظرهم , ولم ينفع سؤالها اللاهث عن سبب ذلك حيث كانت الأيادي تدفعها مع رفيقتيها داخل السيارة
في غرفة التحقيق انهالت عليها الأيادي لطماً و ضرباً و ركلتها الأرجل بعنف حتى فقدت وعيها لتستيقظ و تجد نفسها في زنزانة صغيرة ملقاة على الأرض و هي حتى الآن لا تعرف السبب
استغرقت ساعاتها المظلمة تتأمل السقيفة السوداء حتى أخذتها سنة من النوم لتستيقظ منها على يد خشنة تسحبها بعنف خارج الزنزانة لتنهال عليها الأيدي و الأرجل ثم قذفوها داخل الزنزانة تئن وقد انهمر الدم من انفها و فمها وحتى الآن وكل ذلك هي لا تعرف لماذا , ثلاثة أيام يتكرر عليها فيها هذا النظام المخيف وكل ذلك دون أن تتجرأ وتسأل عن السبب.
صبيحة يومها الرابع أدخلوها إلى غرفة كبيرة مرتبة في وسطها طاولة أنيقة جلس خلفها رجلٌ ضخم بدا من ملامحه أنه ضابط القسم ابتدرها بالسؤال الهادئ عن علاقتها بتهريب المخدرات وعن رأس العصابة وعلاقاتها الخارجية وطبعاً كانت أجوبتها جميعاً لا أعلم .. وكانت الحقيقة ...جميع الضغوطات التي مورست عليها لم تستخلص منها إجابة مقنعة وهكذا قُرر تحويلها إلى القاضي العام ليبت في أمرها
نقلت إلى سجن آخر حيث قضت فيه خمسة أيام قبل أن تنقل إلى المحكمة
ولأول مرة تدخل قاعة المحكمة لطالما تمنت أن تدخلها وهكذا تحققت أمنيتها و لكن كمجرمة !! طالعتها أنظار الحاضرين تشخص إليها بتأمل فلم تستطع احتمالها وأغمضت عينيها
عادت لتفتحهما عند سؤال القاضي لها عن جرم تهريب المخدرات المنسوب إليها حيث أجابت بالنفي و عادت تغمض عينيها من جديد
كان في المحكمة رجلان يجلسان خلف طاولتين عاليتين .. تكلم الأول فهاجمها بكلام قاس لم تعرف مثله و قد تخيلت فيه صاحبها القديم رامي ففتحت عينيها لتتأكد أنه ليس هو .. إذا في الدنيا كثيرون ممن يبغضونني ( هكذا قالت في نفسها) , ثم تكلم الآخر بكلام لطيف هادئ وكأنه يقف إلى جانبها
بعد يومين أعيدت إلى المحكمة حيث كان النطق بالحكم وتساءلت هل من براءة .. وتنهدت وهي تذكر طفلها الصغير وقد التهب قلبها بالشوق .. لا بد من صدور حكم بالبراءة فهي لم تفعل أي شيء كما أن المحقق قال لها أن براءة وجهها يستحيل معها مثل هذه الجريمة , وقد قررت في نفسها بعد أن تخرج العودة جرياً إلى البيت و احتضان صغيرها فقد خرجت و لم تكلمهم و لا تعرف جارتها مكان عملها ومؤكد أنهم قلقون عليها وابنها ينادي ماما ودمعت عيناها .. لن تتركه حتى يمسي الليل بل ستأخذه إلى الحدائق و المنتزهات و ستشتري له أطيب الأطعمة و العصائر
قطع ذهولها صوت القاضي يدينها بجرم تسهيل تجارة المخدرات و يحكم عليها بالسجن عشر سنوات مع الأشغال و تساءلت عشر ماذا ؟ ثم فقدت الوعي .
أول يوم من سنواتها العشر قضته و هي تضحك لم تضحك في حياتها كما ضحكت اليوم يا لسعادتها إذا على ابنها أن ينتظر عشر سنوات....وهو لا يعلم أين هي... لكنها اشتاقت إليه .... تريد الخروج إليه بأي شكل ... إنها لا تتحمل الانتظار أسبوعا فكيف عشر سنوات و عادت تضحك بحرارة و انهمرت الدموع من عينيها بغزارة ....
لم تفارق الدموع عينيها و هي تعمل و هي تأكل ... ومضى عامها الأول و تبعه الثاني واعتادت الجو ... و أسلمت أمرها
في هذه الليلة عادت إليها الدموع بغزارة ... ليس لذكرى طفلها ... بل تذكرت أهلها ... إخوتها .... ذلك البيت الحنون الذي ضمها بود ... لتفضل عليه ظلمة الحياة الغادرة التي تطحنها بغير رفق و لا رحمة ...تذكرت قلب أمها المتفطر عليها كتفطر قلبها على طفلها الصغير و تنهدت بحرقة ظلت تراودها حتى الصباح .
عندما دخل عامها الثالث أدركت أن الانتظار لن يجدي نفعاً و عليها أن تعمل شيئاً يعود عليها بالنفع و يلهيها عن وضعها الذي تعيش فيه
ضاعفت جهودها وحصلت على شهادة ثانوية جديدة أهلتها دخول الهندسة الالكترونية وكانت فيها مثال الطالبة الأولى و الأفضل و تميزت عن جميع أقرانها رغم حضورها النادر برفقة الشرطة ونالت الدرجة الأولى في جميع سنواتها ... وقد وجدت فيها سلوى عن وضعها ومأساتها و تعاطف معها كل أساتذتها و زميلاتها ... ووجدت جو من الحب الحقيقي طالما بحثت عنه , وقد تكللت فرحتها يوم تخرجها وحصولها على الدرجة الأولى بقرار المحكمة خروجها في ثلاث أرباع المدة لتقضي بين زميلاتها في السجن ليلتها الأخيرة , وتغادر عند الصباح معلنة نهاية مأساة كبيرة خيمت عليها سبع سنوات و نصف ... و انقضت آخذة معها أجمل أيام شبابها
عند خروجها من السجن كان عدد من أصحاب الشركات ينتظرها ليوقع معها عقداً و يغتنم العمل معها و لكن بالها كان مشغولاً بأمر آخر
اختارت مسرعة أحد العقود ثم انطلقت إلى منزلها القديم و قلبها يخفق بشدة لتطالع عيناها طفلها الحبيب الذي أصبح في سنته العاشرة
عندما وصلت دار جارتها طرقت الباب كثيراً و لكن دون جدوى و لدى سؤالها الجيران أخبروها أنهم غادروا منذ خمس سنوات برفقة طفل في الخامسة و انقطعت أخبارهم منذ ذاك .
بعد محاولات مضنية و فاشلة في البحث و السعي تقبلت أمرها الواقع و تفرغت لعملها ووجهت له كل وقتها وجهدها ...
خلال ست سنوات برز نجمها في عالم التصميم الالكتروني و تألقت و كثرت عليها العقود و استقلت بعملها في مكتب فخم يضم مجموعة من المهندسين اختارت بقعته في ذلك الشارع ذاته الذي نامت فيه يوماً على الأرض تأن من البرد دون مأوى و لا نصير
وأخيراً وبعدد تردد طويل قررت أن تزور بيت أهلها من جديد ...
استقلت سيارتها وانطلقت إلى ذلك البيت , تهب عليها طلائع النسيم فتهيج في قلبها الشوق و الحنين
عندما أطلت على قريتها أثلج نسيمها صدرها وارتسمت الابتسامة على شفتيها رغماً عنها حتى تحولت إلى ضحكات مرحة
عندما أوقفت السيارة أمام الباب أبصرت شقيقها الأصغر يبتسم وقد عرفها من نظرته الأولى رغم السنين الطويلة ... تقدم منها و سحبها من السيارة و جرى بها داخل المنزل حيث كانت العائلة مجتمعة ... تنتظرها –إذا هناك من أخبرهم بقدومها – قبلتهم واحداً واحداً بدموع غزيرة و كان آخرهم فتى في السادسة عشر أخبرها أنه يعيش مع جدته منذ أحد عشر عاماً
أعادت نظراتها إلى والدتها لترى في عينيها نظرة عتب على عصيان دفعت ثمنه مريراً و انفجرتا معاً بالبكاء و تعانقا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
galaxy
مشرفة نفحات شعرية وأدبية
مشرفة نفحات شعرية وأدبية
galaxy


انثى

الجوزاء الحصان
عدد المشاركات : 2625
نقاط النشاط : 8151
السّمعَة : 152
الدولة/المديـنة : دمشق
العمل/الدراسة : محاسبة مع وقف التنفيذ ^_^
العمــر : 33
سورية
وحيد
((بكاء العندليب)) Left_bar_bleue100 / 100100 / 100((بكاء العندليب)) Right_bar_bleue

((بكاء العندليب)) Medal-15 ((بكاء العندليب)) Medal-14 ((بكاء العندليب)) Medal-16

((بكاء العندليب)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ((بكاء العندليب))   ((بكاء العندليب)) Ouo10الثلاثاء يناير 18, 2011 8:34 pm

شكرا كتيررررر ملاك
قصة حزينة جدا
يعني لو سمعت كلمة امها بالاول ما كان صار كل هاد معها
عبرة كتيررررر حلوة

((بكاء العندليب)) 86026
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مركز الوسيلة
G.M
G.M
مركز الوسيلة


ذكر

العقرب الثعبان
عدد المشاركات : 33760
نقاط النشاط : 58242
السّمعَة : 1350
الدولة/المديـنة : Amman
العمل/الدراسة : G.M
العمــر : 34
الأردن
ساخر
((بكاء العندليب)) Left_bar_bleue100 / 100100 / 100((بكاء العندليب)) Right_bar_bleue


((بكاء العندليب)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ((بكاء العندليب))   ((بكاء العندليب)) Ouo10الثلاثاء يناير 18, 2011 8:42 pm

ما بعرف
كتير ادايقت وانا عم اقراها

شكراً كتيـــــــــــر ملاك
متألقة دائماً بكلشي بتقدميلنا ياه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لحن الوتر
مشرفة عامة
مشرفة عامة
لحن الوتر


انثى

الجدي القرد
عدد المشاركات : 11393
نقاط النشاط : 23173
السّمعَة : 349
الدولة/المديـنة : اليمن
العمل/الدراسة : ELECTRICAL ENGINEERING
العمــر : 31
اليمن
تعبان
((بكاء العندليب)) Left_bar_bleue100 / 100100 / 100((بكاء العندليب)) Right_bar_bleue

((بكاء العندليب)) Medal-15 ((بكاء العندليب)) Medal-14 ((بكاء العندليب)) Medal-16 ((بكاء العندليب)) Medal-15 ((بكاء العندليب)) Medal-14 ((بكاء العندليب)) Medal-16

((بكاء العندليب)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ((بكاء العندليب))   ((بكاء العندليب)) Ouo10الثلاثاء يناير 18, 2011 8:54 pm

شكرا كتير ياحلوه
نورتي الموضوع بمرورك الراائع
ومثل ماقلتي لو كانت سمعت كلام امها وراحت كانت رح تعيش سعيده بحياتها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ياسمينة شامية
VIP
VIP
ياسمينة شامية


انثى

الجدي الفأر
عدد المشاركات : 18399
نقاط النشاط : 26038
السّمعَة : 316
الدولة/المديـنة : Damascus
العمل/الدراسة : محاسبة
العمــر : 39
سورية
مبسوط
((بكاء العندليب)) Left_bar_bleue100 / 100100 / 100((بكاء العندليب)) Right_bar_bleue


((بكاء العندليب)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ((بكاء العندليب))   ((بكاء العندليب)) Ouo10الثلاثاء يناير 18, 2011 8:58 pm

جد هالقصة بدايق
شكراااا ملاك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لحن الوتر
مشرفة عامة
مشرفة عامة
لحن الوتر


انثى

الجدي القرد
عدد المشاركات : 11393
نقاط النشاط : 23173
السّمعَة : 349
الدولة/المديـنة : اليمن
العمل/الدراسة : ELECTRICAL ENGINEERING
العمــر : 31
اليمن
تعبان
((بكاء العندليب)) Left_bar_bleue100 / 100100 / 100((بكاء العندليب)) Right_bar_bleue

((بكاء العندليب)) Medal-15 ((بكاء العندليب)) Medal-14 ((بكاء العندليب)) Medal-16 ((بكاء العندليب)) Medal-15 ((بكاء العندليب)) Medal-14 ((بكاء العندليب)) Medal-16

((بكاء العندليب)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ((بكاء العندليب))   ((بكاء العندليب)) Ouo10الثلاثاء يناير 18, 2011 9:17 pm

:BHG:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



((بكاء العندليب)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ((بكاء العندليب))   ((بكاء العندليب)) Ouo10الثلاثاء يناير 18, 2011 11:31 pm

يالله كنت مروقه وعين الله علي , بس لما قرأتها مدري شو صرلي

جد تأثرت كتير وقلب مزاجي 180 درجه

شكرا ملاك موضوع رائع جداً

بس بما انو انتي يالي منزليتو اكيد مزاجي بيرجع متل اول واحسنن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
мάgiċαł ♥ яoŝє
الإدارة
الإدارة
мάgiċαł ♥ яoŝє


انثى

السرطان الحصان
عدد المشاركات : 14888
نقاط النشاط : 21357
السّمعَة : 272
الدولة/المديـنة : Doha
العمل/الدراسة : Student
العمــر : 33
سورية
مشغول
((بكاء العندليب)) Left_bar_bleue100 / 100100 / 100((بكاء العندليب)) Right_bar_bleue


((بكاء العندليب)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ((بكاء العندليب))   ((بكاء العندليب)) Ouo10الأربعاء يناير 19, 2011 1:21 am

:XCXVB:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**QUEEN**
VIP
VIP
**QUEEN**


انثى

الدلو الحصان
عدد المشاركات : 17427
نقاط النشاط : 25105
السّمعَة : 228
الدولة/المديـنة : بها الدنية
العمل/الدراسة : إدارة أعمال
العمــر : 34
سورية
رايق
((بكاء العندليب)) Left_bar_bleue100 / 100100 / 100((بكاء العندليب)) Right_bar_bleue

((بكاء العندليب)) Medal-15 ((بكاء العندليب)) Medal-14 ((بكاء العندليب)) Medal-16 ((بكاء العندليب)) Medal-15 ((بكاء العندليب)) Medal-14 ((بكاء العندليب)) Medal-16

((بكاء العندليب)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ((بكاء العندليب))   ((بكاء العندليب)) Ouo10الأربعاء يناير 19, 2011 2:04 pm

((بكاء العندليب)) 655635
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لحن الوتر
مشرفة عامة
مشرفة عامة
لحن الوتر


انثى

الجدي القرد
عدد المشاركات : 11393
نقاط النشاط : 23173
السّمعَة : 349
الدولة/المديـنة : اليمن
العمل/الدراسة : ELECTRICAL ENGINEERING
العمــر : 31
اليمن
تعبان
((بكاء العندليب)) Left_bar_bleue100 / 100100 / 100((بكاء العندليب)) Right_bar_bleue

((بكاء العندليب)) Medal-15 ((بكاء العندليب)) Medal-14 ((بكاء العندليب)) Medal-16 ((بكاء العندليب)) Medal-15 ((بكاء العندليب)) Medal-14 ((بكاء العندليب)) Medal-16

((بكاء العندليب)) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ((بكاء العندليب))   ((بكاء العندليب)) Ouo10الأربعاء يناير 19, 2011 5:58 pm

هههههههههههههههههه
خلاص مارح كون نزل غير قصص مفرحه
شكرا كتير نورتو الموضوع بمروركم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
((بكاء العندليب))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يكفيني بكاء ....
» بكاء الروح
» بكاء الأب عند زواج ابنته غيرة أم فرحة؟
» بكاء الرضيع يفوق المنشار الكهربائي في إزعاجه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مركز الوسيلة الثقافي :: نفحات شعرية وأدبية :: كان ياما كان-
انتقل الى: