كتاب العنف ضدّ المرأة... بين سطوة الواقع وتكريس القيم الإنسانية

عملت رئيسة منظمة المرأة العربية السيّدة ليلى بن علي على تقديم الكتاب الذي نفذّه مجموعة من الباحثين في شؤون المرأة «العنف ضدّ المرأة... بين سطوة الواقع وتكريس القيم الإنسانية». وكتبت السيّدة ليلى بن علي في مقدّمتها أنّ العنف المُمارس ضدّ المرأة هو من الظواهر الإجتماعية السلبية التي لم تندمل بالرغم من التقدّم الكبير الذي حققته البشرية، وأكدّت أنّ هذه الظاهرة هي الأكثر إساءة لجوهر الإنسان والأكثر دلالة على أنّه مازال أمام البشرية طريق طويل من أجل أن تكتمل إنسانية الإنسان بعيداً عن حسابات الجنس والعرق والثقافة.
وأضافت أنّ ظاهرة العنف ضدّ المرأة ليست حكراً على مجتمع دون غيره ولا على ثقافة دون أخرى بل هي بمثابة آفة اجتماعية عالمية، إلآّ أنّ مكافحتها في مجتمعاتنا العربية تأخذ بُعداً إضافياً لأنّها تُعتبر تحدياً حضارياً استراتيجياً . وأشارت السيّدة بن علي أنّ رعايتها لهذا الكتاب تنطلق من يقينها بأنّ هذه الظاهرة تتطلّب في الأساس مواجهة ثقافية وتربوية وإعلامية قبل أن تكون قانونية وزجرية. كما أوضحت في المقابل أنّ «الإقرار بأولوية الجبهة الثقافية والإعلامية في التصدّي لهذه الظاهرة لا تعني انتقاصاً من دور الأبعاد الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والقانونية والتشريعية في هذه العملية».
أمّا الكتاب الواقع في 323 صفحة من القطع الكبير فيقتفي مجموعة كبيرة من البحوث والتحليلات لهذه الظاهرة المأساوية التي تؤرق المجتمع الدولي بأسره، ويتميّز الباحثين المشاركين في هذا التأليف بأنّهم شخصيات تونسية وعربية لها باعها الطويل في مجال الدفاع عن حقوق المرأة والإنسان مثل القاضية منية عمّار التي قدّمت بحثاً بعنوان «العنف ضدّ المرأة... البعد الإنساني والحقوقي»، أستاذ علم الإجتماع الحبيب الدرويش «العنف في العلاقات الأسرية... محاولة وِفق مقاربة النوع الإجتماعي»، الباحثة الفلسطينية في قضايا تنمية المرأة سناء مهنّا «المرأة الفلسطينية والعنف»...
ويتضمّن الكتاب أيضاً في خاتمته رسالة السيّدة التونسية الأولى ليلى بن علي إلى السيّدات الأول في الدول العربية بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة.