مصادر بعبدا تتحدث عن تقدم وبري يأمل بتحول إيجابي هذا الشهر (أرشيف ــ هيثم الموسوي)
لولا مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تحريك لقاء الأربعاء النيابي، لكان المشهد السياسي الداخلي قد راوح عند جمود المؤسسات والمواقف اليومية المتأرجحة بين تقدم المسعى السوري ــ السعودي أو مراوحته مكانه
حرّك رئيس مجلس النواب نبيه بري الجمود الداخلي، بنشاط لم يرتق إلى استئناف عمل المؤسسات، بل حمل اتجاهاً إلى فتح مبنى البرلمان هذا الشهر، إذ عاود أمس، بعد طول انقطاع، لقاء الأربعاء النيابي، ونقل عنه من التقاهم عزمه على الدعوة إلى جلسة تشريعية قبل نهاية الشهر الجاري إذا ما توافرت المشاريع الكافية لجدول الأعمال، وإلا فستكون جلسة أسئلة وأجوبة. وشدد على زيادة تفعيل عمل المجلس واللجان النيابية في كل المجالات.
وفي اللقاء الذي اقتصر حضوره على 18 نائباً، لم يكن بينهم أي ممثّل للقوات اللبنانية والكتائب، شدد بري على ضرورة حماية مسيحيي المشرق ودورهم، وعلى «دور لبنان في حمل هذه المسؤولية، لأن تعزيز وضع المسيحيين في الشرق هو حماية للتنوّع الذي تمثله المنطقة والذي يمثّل النقيض لمشروع إسرائيل العنصري».
ونقل عنه النواب أمله أن يكون الشهر الجاري شهر التحول إلى الأمام، داعياً إلى «التقاط الفرصة اليوم لأنها لا تتوافر ولا تتكرر دائماً». وقال: «علينا أن نستثمر في النفط السياسي المتمثل في المبادرة السورية ـــــ السعودية، وكذلك النفط الطبيعي من خلال المبادرة إلى استكمال الخطوات اللازمة في هذا المجال بعدما أقرّ القانون في مجلس النواب منذ أشهر بسرعة قياسية».
كذلك كان موضوع النفط الطبيعي أول بند في بيان لكتلة التحرير والتنمية التي اجتمعت أمس برئاسة بري، حيث رأت أن «عدم وضع قانون النفط الذي أصدره مجلس النواب موضع التطبيق، إنما يذكر بالسياسات الحكومية التي أدت إلى استمرار هدر مياه الليطاني وتأجيل تنفيذ هذا المشروع طوال نصف قرن»، مشددة على «أن استثمار لبنان لحقوقه في مخزوني النفط والغاز والمبادرة إلى ترسيم حدوده البحرية، يمثلان واجباً وطنياً ومهمة اقتصادية ملحّة».
وفيما لم يصدر عن رئيس الحكومة سعد الحريري الموجود في «زيارة خاصة» في السعودية منذ 29 الشهر الماضي، إلا إعلان زيارته أمس للأمير الوليد بن طلال، واتصاله برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والنائب ميشال عون، معزّياً كلاً منهما بوفاة شقيقه، نقل موقع «ناو ليبانون» عن مصدر مقرّب من رئيس الجمهورية أن الحوار السوري ـــــ السعودي «بلغ مرحلة متقدمة من التفاهم على إيجابيات كثيرة وعلى ثوابت مهمة»، موضحاً أن ما تحقق لم يدخل في التفاصيل اللبنانية الدقيقة، واقتصر على «توفير إطار عام يساعد اللبنانيين على الدفع قدماً في اتجاه التوافق الداخلي بعدما تحقق الهدوء والاستقرار».
وأكد المصدر أن «حلقة ضيقة للغاية» مطّلعة على نتائج هذا الحوار، من خلال محاولة استمزاج آراء بعض القيادات المعنية ببلورة الحلول، «إذ يصار إلى إطلاع رئيس الجمهورية على بعض الأمور بحيث تعطى له طمأنات حيال هذه النقطة أو تلك، وفي الوقت عينه تبعث رسائل واضحة إلى رئيس الحكومة للتداول معه في شأن هذه المسألة أو تلك، كما تعطى للسيد حسن نصر الله طمأنات معينة حيال مسائل تهمه، وكل ما زاد على ذلك من أنباء تتحدث عن اطلاع فلان أو فلان على فحوى الاتصالات الجارية فهو من المبالغات التي لا صلة لها بالحقيقة وبمجريات الأمور بأي شكل من الأشكال».
وتوقع المصدر «أن تشهد الأيام الطالعة حراكاً إضافياً من كل الأطراف ومزيداً من الانفتاح على المستوى الداخلي يؤكد حرص الجميع على المضي قدماً على طريق بلوغ الحوار الجاري خواتيمه الإيجابية». ورأى أن قرار الرئيس الأميركي إيفاد سفير جديد إلى دمشق «إنما يحمل في طيّاته إشارة واضحة إلى الرغبة الأميركية في تسهيل الأمور على مستوى حلحلة الأزمة اللبنانية، إضافة إلى رغبة الإدارة الأميركية في تعزيز قنوات التواصل المباشر مع القيادة السورية».
كذلك أكد الوزير حسين الحاج حسن أن الاتصالات السورية السعودية «جدية وحقيقية وبلغت مرحلة معينة»، وأن عدد المطّلعين على تفاصيل ما يجري «أقل بكثير من المتكلمين عنها». وقال إن «البعض من خلال حديثه عن التسوية يعبّر عن رغبات لا عن معلومات»، متهماً «الأميركيين وبعض الأطراف الإقليمية والمحلية» بأنهم «يعملون على وضع العقبات أمام عجلة التسوية». وحمّل فريق 14 آذار «كامل المسؤولية عن تعطيل البلد»، مؤكداً أن فريق المعارضة السابقة «جاهز لتلبية أي دعوة لمجلس الوزراء فوراً وإنهاء ملف شهود الزور عبر إحالته على المجلس العدلي أو التصويت عليه إذا تعذّر الوفاق».
وحضر المسعى السوري ـــــ السعودي، كأحد أطباق غداء في بنشعي ضمّ النائب سليمان فرنجية وسفير سوريا علي عبد الكريم علي، الذي أعرب عن أمله «أن تكون هذه الأيام حاملة للتوافق اللبناني ـــــ اللبناني، وتظهر منه النتائج الطيبة للجهود التي بذلت، سواء بين الأفرقاء في لبنان أو من خلال المسعى السوري ـــــ السعودي». وأبدى تفاؤله بوعي اللبنانيين، مواطنين ومسؤولين «في حفاظهم على النسيج الوطني وعلى بنية المؤسسة العسكرية وعلى بنية التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة».
لكنّ الحديث عن تقدم المسعى، قابله عند الوزير حسن منيمنة كلام عن أن كل الاحتمالات تبقى مفتوحة أمام هذا المسعى، الذي رأى أيضاً أنه «يراوح عملياً مكانه، والسبب قد يكون إما خارجياً لعدم توافر الضمانات الإقليمية والدولية وإما داخلياً بسبب تباطؤ الفريق الآخر وعدم وفائه بالالتزامات التي تعهد بها». بينما اختار عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، معراب، ليقول منها إن «التسوية التي يتحدث عنها فريق 8 آذار بالطريقة التي يعرضها بالتخلي عن المحكمة ليست وسيلة لدرء الفتنة بل لدعمها». وشدد «على وجوب أن تأخذ العدالة مجراها الطبيعي، أي أن يسلّم المطلوبون، بغضّ النظر إلى أي جهة انتموا، وأن يحاكموا لبلورة الحقيقة».
أما الأمين العام للتيار أحمد الحريري، فقد وجه أكثر من رسالة في جولة له في مدينة صور وعدد من قراها، حيث توجه في كل محطاته إلى لون مذهبي واحد، ثم لفت قوله عن قرية مروحين «إن هويتها المتأصلة في نفوس أهلها ستبقى عصيّة على كل المحاولات اليائسة لضربها وتغييرها»، دون أن يشير إلى من يحاول ضربها أو تغييرها وكيف، وبعد ذلك تشديده على أن أي تسوية عربية لن تكون على حساب المحكمة والعدالة، ولا باستسلام فريق لآخر، ولا باشتراطات مسبقة، «فإما أن تكون تسوية لأجل لبنان وإما لا تكون». ليختم: «نمد اليد، ولكن أين هي اليد الأخرى؟ ولماذا لا تلاقي يدنا الممدودة لإنقاذ لبنان؟ ولماذا الاستعلاء؟».
في هذا الوقت، رأى المطارنة الموارنة في بيانهم الشهري، أن التباعد بين المسؤولين «لا يحمل على الاطمئنان»، ودعوهم جميعاً «إلى رصّ الصفوف والتعاون لدرء الخطر المحدق ببلدهم»، فيما استعادت الأمانة العامة لقوى 14 آذار عبارة «كنف الدولة»، الذي دعت قوى 8 آذار إلى العودة إليه، «بشروط الدولة».
العدد ١٣٠٨ الخميس ٦ كانون الثاني ٢٠١٠
سياسة
موضوع: برّي: السين ــ سين هي النفط السياسي للبنان 
الخميس يناير 06, 2011 5:10 pm
