خاص بالموقع - رغم الهدوء الحذر الذي خيّم على الجزائر صباح أمس، بعد 5 أيام على اندلاع
الحركات الاحتجاجية بسبب غلاء المعيشة، عادت وتجدّدت الصدامات بين متظاهرين معظمهم من الشباب وقوات الأمن في حي باش جراح، أحد أكثر الأحياء الشعبية كثافةً في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية.
وكان هذا الحي من بين الأحياء الخطيرة من الناحية الأمنية في تسعينات القرن الماضي، حيث شهد مقتل العشرات من عناصر الأمن والجماعات المسلحة خلال اشتداد القبضة الأمنية بين الحكومة والمسلحين.
وشهد الحي تعزيزات أمنية كبيرة بعد تسلح الشباب بالسكاكين والسيوف، فضلاً عن الحجارة جراء منع الشرطة لمجموعة منهم من ممارسة التجارة بصورة غير شرعية. وتحدثت أنباء من المنطقة عن إصابة شرطي بطعنة سكين.
وكان وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية قد أعلن أن الوضع الأمني متحكَّم فيه بعد خمسة أيام من الاحتجاجات. وقال إن «قوات الأمن تقوم بمهمّاتها بتبصر وصرامة من أجل تفادي الانزلاقات والصدامات العنيفة مع المتظاهرين». ووصف الاحتجاجات «بأعمال الشغب».
ورأى أن «هؤلاء الشباب لا يمثّلون سوى فئة من الشبيبة يقومون بحرق الإطارات المطاطية وينهبون الممتلكات الخاصة، ويكسرون ويخربون الأملاك العمومية ويعتدون على مصالح الأمن برميهم الحجارة والزجاجات الحارقة وأشياء أخرى حادة».
وخلّفت موجة الغضب خمسة قتلى و800 جريح وأضراراً مادية جسيمة، وشنت السلطات حملة اعتقالات واسعة شملت الآلاف، فيما أُعلنت سلسلة إجراءات للجم ارتفاع الأسعار.
وعادت على أثرها المحالّ التجارية للعمل بصورة عادية في كل أرجاء البلاد، كما عاد التلاميذ الى مقاعد الدراسة رغم أن بعض المدارس تعرضت لأضرار جسيمة. وتراجعت الاحتجاجات، وتلقت قوات الأمن المنتشرة بكثافة، تعليمات «لمنع أيّ تجاوزات».
(أ ف ب، يو بي آي)