مركز الوسيلة G.M
عدد المشاركات : 33760 نقاط النشاط : 58247 السّمعَة : 1350 الدولة/المديـنة : Amman العمل/الدراسة : G.M العمــر : 34
| موضوع: حين تتمزق الظلال..الجزء الأول الأحد أغسطس 08, 2010 10:00 pm | |
| حين تتمزق الظلال-1-
كان يا ما كان...بقديم الزمان...وسالف العصر والأوان...حتى كان..:
كانت حزمة شفافة غضَّة من الأشعة تتكئ على خصر الجدار,وبدت وهي مائلة كأنها خيال إنسان مضيء فزع إلى الجدار,ليستند إليه ويصيب بعض الراحة.
ودنت حزمة الأشعة,في هيئة,من كوم أوساخ,واعتنقت ساق النور المائلة ذراع فتية خشنة سمراء,كانت تمسك بمساحة معدنية صغيرة معدَّة لجرف القمامة.ونطّت قفة مستديرة من القش إلى جانب الكوم وفتحت شدقها الوسيع المتحفز لالتهام النفايات.وكانت حركة الذراع مدرّبة سريعة,أشبه بحركة براثن الديك فوق (مزبلة) وهو ينبش بنزقه المألوف بعض التراب ليكشف عن دودة مستكينة أو حبة متوارية.
وتساءل أحمد الزبال في ذات نفسه:>>ترى ماذا يخبئ هذا الكوم من المفاجآت الطريفة؟<<.
هذه علبة معدنية مبقورة البطن,رُسم على سطحها حبات خضر من البازلاء.وقلّبها أحمد.إنها ناعمة مليسة,غير أن سطحها المبعوج بدا فاغر الشدق,يهمُّ أن يجرح من يتحداه.وأمال العلبة,مستطلعا قعرها فلمع في أشعة الشمس لمعانا خاطفا,وقفز منه كسهم منطلق,موشور من النور,واقتحم عيني أحمد,فزوى ما بين حاجبيه,ودانى ما بين جفنيه,ليكون بمنجى من إلحاح النور,ثم فتح عينيه,رويدا رويدا.
وانزلقت نظرته إلى قعر العلبة.لا شيء,سوى حبة بازلاء منسية,مستلقية على المعدن الأصفر ومدَّ سبابته ليجرَّها,فشرم طرف العلبة الحاد سبابته الداخلية المتجرئة,وسالت قطرات من الدم قانية صبغت جدار العلبة الداخلي ولكن جرحه لم يثنه عن حبة البازلاء البليدة.وداعبت سبابته المجروحة حبة البازلاء ودغدغتها فاستسلمت وانساقت,طيعة,وخلفت في مسارها خيطا نحيلا من الدم وهمس لنفسه: (شربت الملعونة من دمي).
وأمسك بها بين السبابة والإبهام:إنها خضراء,طرية,مشوبة بالحمرة.وألقى بها في فمه,وتمسحت سبابته الجريحة ببنطاله الممزق,وعبرت ثقبا كبيرا مهترئا يكشف عن طرف من ساقه,وتقاسم بنطاله وطرف من ساقه الكشيفة قطرات من دمه.
وانزاحت قشور بيض لزجة مختلطة بمحها الأصفر عن صحن مكسور.وأمسك أحمد بالصحن وقلبه ظهرا لبطن,ثم أراحه على الأرض.في ميسوره أن يفيد من هذا السحن فكسره صغير.
تُرى من كسره؟لعلها تلك الفتاة المدللة المليحة ذات الصدار الأسود التي تخرج,في الصباح الباكر,من باب هذا البيت,كعصفور منطلق من عشه,وتهتف من فرجة الباب بصوت رفيع منَّغم:خاطرك ماما.
ثم تغلق الباب وتلتهم خطاها المتعجلة الهابطة ثلاث درجات,قبل أن تصل إلى الرصيف,وتقفز مسرعة إلى سيارة كبيرة,سيارة مدرسية تقبل كل يوم صباحا وتنتظرها,هنيهة وتستعجلها ببوقها المبحوح حتى تأتي,لتمضي بها مع رفيقاتها المتضاحكات المزقزقات وتغيب في مدى الشارع الطويل.
كانت قفزاتها إلى باب السيارة تمتزج في ذهنه.دوما,برعشة ضفرتيها,تنسابان على كتفيها أو ظهرها,بهدير السيارة تهم أن تدرج,بخفقة ثوب ينحسر عن جزء أبيض من ساقها اللفاء الصاعدة إلى السيارة.
لقد تعود أن يأتي,في هذا الوقت من فجر كل يوم,جارا أمامه نقالة القمامة,تزينها مقشة طويلة,ويتصدرها برميل ضخم على عجلتين,لينقل النفايات من بيوت هذا الشارع,راضيا مغتبطا.سعيدا برؤية فتاته الراكضة من باب الدار إلى السيارة,وإن لم تره أو تلحظه أو تشعر حتى بوجوده.
وحدج أحمد الصحن بنظرة فاحصة وجَّسه بأطراف أنامله >>آخ,لا تزال إصبعي تنزف<<.وتمدّد على بياض الصحن بطرف ثوبه ثم لعق إصبعه المجروحة >>ريقي أحسن من الماء لتنظيف الجرح ولكن طعم الدم غريب<<.وبصق ثم عاود النظر إلى الصحن,ووضعه إلى جانب,واستأنفت يده حركتها الأولى وهي تجرف الأوساخ,وكانت خصلة نافرة من شعره تسرق حركة يده وتقلدها وتلاحق قطرات عرق متعرجة على جبينه.
وسنح في رأسه خاطر,فأمسكت يده هنيهة عن الحركة>>من يدري لعل هذه الفتاة المليحة كانت تأكل من هذا الصحن<<.وبدا له أن طعامه المقبل سيكون فيه أشهى مذاقا,وطابت له هذه الفكرة وغرف بصره من الصحن نظرة حنان وابتسم ابتسامة ساذجة ماكرة معا,وبرقت عيناه من خلال خصلة شعره الزاحفة على جبينه.
وتلألأ فجأة,في أشعة الشمس فيض من النور سخي,كأنه نبع ينبجس منه بريق غامر,وأدنى أحمد راحته فلامسته >>آآآ...إنها قطعة من مرآة مكسورة تعكس صورة وجهه,مثل مرآة الحلاق محيي الدين الدوماني,طرفها حاد يجرح أكثر من علبة البازلاء الملعونة,لكن مرآة الحلاق نحيي الدين الدوماني أكبر,آه,متى سأعود إلى بلادي دوما يا ترى<<. وتنهد وشخص بصره إلى الأفق البعيد ثم أرخى جفنيه وعاود النظر إلى المرآة,وفرت حزمة أشعة مستطيلة من صقال المرآة وقفزت كالجرادة المتوثبة على جبينه فعينيه وأغشتهما فأمالها قليلا,ها هو ذا خيال وجهه الأسمر يتراءى له مبتسما معابثا,وغمز له فاستجاب له خياله بغمزة مماثلة واصطنع العبوس فقلده خياله مقطبا,وضحك فتهانف خياله ضاحكا,وفكر:ترى أتكون الصورة الفوتوغرافية أصدق من المرآة في نقل ملامح وجهه,لقد رأى كثيرا من الناس يرتسمون لدى مصور أرمني في شارع جمال باشا.إن المحظوظ السعيد هو من تتاح له صورة فوتوغرافية لدى هذا المصور.ترى ماذا تقول الفتاة المليحة إن رأت صورته؟ولكن ما أبعد تحقيق هذه المغامرة الرائعة:أن يرتسم وأن تكون له صورة فوتوغرافية.
ورمى بقطعة المرآة المكسورة,أرضا,فتحطمت وهربت أشعتها مبددة وتناثرت أمنيته مع حطامها ذرة,ذرة.وعادت يده إلى مساحته الصغيرة المعدنية,وهاجت حزمة الأشعة على حركة ذراعه المدربة اللبقة,واختصمت مع ظلها الرشيق,و برق شيء مدور قابع تحت ورقة خس,وامتدت راحة أحمد فوقه وفرشت فوقه ظلا مترددا,وأخذته.
ما هذا؟إنه سوار.أجل سوار صغير...
انتظروني في الجزء القااااااادم
سلااااااااام
| |
|
мάgiċαł ♥ яoŝє الإدارة
عدد المشاركات : 14888 نقاط النشاط : 21362 السّمعَة : 272 الدولة/المديـنة : Doha العمل/الدراسة : Student العمــر : 33
| موضوع: رد: حين تتمزق الظلال..الجزء الأول الأربعاء أغسطس 11, 2010 5:10 am | |
| لك داااااااااااااااااائما مبدع فكيف مع هيك قصة | |
|
حسناء مراقبة متعددة المهام
عدد المشاركات : 5106 نقاط النشاط : 10715 السّمعَة : 143 الدولة/المديـنة : دمشق العمل/الدراسة : محاسبة العمــر : 35
| |
ياسمينة شامية VIP
عدد المشاركات : 18399 نقاط النشاط : 26043 السّمعَة : 316 الدولة/المديـنة : Damascus العمل/الدراسة : محاسبة العمــر : 39
| موضوع: رد: حين تتمزق الظلال..الجزء الأول الأربعاء أغسطس 11, 2010 5:53 am | |
| غيـــــــث ايمتى الجزء التاني شي بيااااخد العقل شوقتني كملها
يعطيك العافية برنس دائماً متألق بكل شي | |
|
مركز الوسيلة G.M
عدد المشاركات : 33760 نقاط النشاط : 58247 السّمعَة : 1350 الدولة/المديـنة : Amman العمل/الدراسة : G.M العمــر : 34
| |
**QUEEN** VIP
عدد المشاركات : 17427 نقاط النشاط : 25110 السّمعَة : 228 الدولة/المديـنة : بها الدنية العمل/الدراسة : إدارة أعمال العمــر : 34
| موضوع: رد: حين تتمزق الظلال..الجزء الأول الأربعاء أغسطس 11, 2010 1:37 pm | |
| القصة باينتها حلوة كتير يسلم ايديك يا أحلى برنس بكمل ردي بالفصل التاني .................. يتبع
| |
|
مركز الوسيلة G.M
عدد المشاركات : 33760 نقاط النشاط : 58247 السّمعَة : 1350 الدولة/المديـنة : Amman العمل/الدراسة : G.M العمــر : 34
| موضوع: رد: حين تتمزق الظلال..الجزء الأول الخميس أغسطس 12, 2010 10:30 am | |
| أهلين فيكي ريــما نــــــــــــورتيني بمرورك المزوء | |
|