حين تتمزق الظلال..الجزء الرابع و الأخير

حين تتمزق الظلال -4-

كان يا ما كان بقديم الزمان وسالف العصر والأوان حتى كان:

وصلنا آخر شي لما أحمد تصور وقرر يحط الصورة تحت باب بيتها للبنت..ومنكمل:

امتدَّت ذراع خشنة سمراء إلى كوم القمامة,وتألقت هنيهة,فيما هي تخترق حزمة ضيقة متلألئة,وكانت الحزمة تصل ما بين الكوم وجدار البناء المقابل بجسر من النور مستقيم مشدود تلعب في منسرحه ذرات دقيقة من الغبار.

وشرعت راحة أحمد تنقب في خليط النفايات وتعبث بالظلال الجاثمة في عالم القمامة الخصب,ونفر ظل رعديد من نصف ليمونة تتدهدى,متدحرجة,وعاد بقشرة بيضة وأسبغ عليها صفرة شاحبة تذكرها بمحها الأصفر المفقود <<لا,ليست هذه الصفرة ذهبا,ليتها كانت سوارا.إن عثرت عليه أيضا فسأعيده إليها,ستهب لي ليرة.تعال يا ولد.سأصرُّ على الرفض,لا لا أريدها يا ستي أعطيني بدلا منها صورتك,كيف وجدت صورتي التي وضعتها لك تحت الباب مساء أمس,دخيلك يا ستي أليس لديك صورة,صورة واحدة؟>>.وتوقفت راحته,هنيهة,ثم تناولت نصف ليمونة وعصرتها وسالت قطرة فرمى بها.

وتألقت علبة معدنية فارغة وتزحلقت على سطحها أشعة الشمس <<كل يوم يأكلون بازلاء,انجرحت إصبعي البارحة من علبة مثل هذه,الله يلعنها>>.وشال العلبة وقذف بها إلى برميل القمامة النابض.

وعادت أنامله إلى الكوم تبحث,فسلت قشرة موز مهترئة لم يبق من ثمرتها سوى قطعة تافهة,ها هي ذي ورقة خس ندية طرية <<لا,لا يوجد تحتها شيء,لم تضع شيئا,لم تضع سوارا ولا غير سوار,ليتها تضيع سوارها مرة أخرى لأعيدها إليها على الفور,ستقول تعال يا ولد خذ هذه الليرة سأرفضها قائلا لا يا ستي أريد صورة مثل صورتي كيف وجدت صورتي يا ستي>>..وبعثرت أصابعه خليط النفايات,لا,لا شيء,ولكن ما هذا؟ إنها قصاصة من صورته, صورته هو وتعرَّف جزءا من جبينه وعينه ولمته وأذنه المشرعة,ارتسمت فوقها ذبابة.وبلع ريقه,وهذه قصاصة ثانية وثالثة ورابعة.إذن لقد مزَّقت صورته.ووضع القصاصات على الأرض,وأدنى قصاصة من أخرى.لقد اكتملت صورته الممزقة.كانت سوادا يعانق بياضا.كانت لونين يلتقيان في سذاجة وبساطة ليجلوا قسماته الطيبة وابتسامته الغريرة العذراء.<<ولكن لماذا يا ربي,لماذا؟>>.وأشرقت في ذهنه ذكرى المصور يغيب رأسه في آلته السوداء العجيبة ويحرك يده في لباقة ومهارة.

واحد,اثنان,ثلاثة,ها هي ذي كفه مبسوطة تتحرك أصابعه حركة تشي بالمطالبة <<هات الليرة,ضاعت الليرة وضاعت الصورة,شُّقت,مُّزقت,ضاع كل شيء لماذا يا رب؟>>.وأمسكت راحته بقصاصات الصور وفركتها,وسكَّ سمعه بوق السيارة ينعق.إنها السيارة التي تقلُّ فتاته الجميلة المليحة,صباح كل يوم.ونهض ووقف عنيدا.إن في وسعه أن يراها,ههنا,دون أن تلحظه.خاطرك ماما.ها هي ذي تخرج كعصفور خفيف منطلق من عشه ويتوثب ظلها الرشيق بين قدميها.وتلتهم خطاها ثلاث درجات وتقفز إلى السيارة.ورأى ضفيرتيها تتسابقان على ظهرها وطرف ثوبها يرتفع ويهمس همسة ما لبياض ساقيها.ولمح رجليها الناعمتين تحصدان أشعة,بدت له متناثرة ممزقة.وتسلقت نظرته ربلة رجلها,وانحسر الثوب عن جزء ضيق من ساق لفاء تهم أن تصعد السيارة,وأغضى أحمد حياءً وارتباكا <<لا,لم ترني,لم تشعر بوجودي هذه الفتاة المليحة القاسية,لماذا مزَّقتها يا رب لماذا؟>>.بلى ضاعت الليرة دون جدوى,لكن هنا في حنايا الصدر تمزَّق شيء لن يعود.

ودهمته رغبة في البكاء,رغبة لا تواتيه دوما ً,ولكنها تلح عليه,الآن,إلحاحا عنيفا موصولا,أهدابه بأطراف دمعة معذبة,جعلت تتمطى وتتحيَّر في موق عينيه,تريد أن تهمي,وتمزقت فوقها ظلال صغيرةٌ صغيرةٌ,زجرتها أهدابه النزقة ولكنها أبت إلا أن تسيل وتتعرج وترفد قطرات من عرق,انتضحت من جبينه وانساحت إلى فكه الأسفل,قلقة,مترجرجة,رطبة,<<لماذا يا رب؟لماذا؟لماذا مزقتها؟لماذا؟>>.وهدرت السيارة,نافثة غبارا ودخانا,و انزاحت السيارة عن ساق النور المتكئة على كوم القمامة,والتأمت ظلالٌ ثم انشعبت وتمزَّقت.

وخالس أحمد النظر إلى راحته,وهي تشدُّ على قطع صورته الساذجة الطيبة,توزعتها ظلالٌ بيضٌ سودٌ,ظلالٌ ممزقة.

وتوتة توتة خلصت الحتووووووووتة..

إنشالله تكونو حبيتوهااااااااااا

حتوتة حلوة كتير
عنجد ما بعرف شو بدي احكي بس كتير حبيتها للقصة

ميرسي لأحلى برنس بالدنيا

ياسمينة شامية كتب:: حتوتة حلوة كتير
عنجد ما بعرف شو بدي احكي بس كتير حبيتها للقصة

ميرسي لأحلى برنس بالدنيا

عيونك الحلويــــــــن
نـــــــــــــــــــــورتيني ونــــــــــورتي الموضوع يا مروى

مرورك دائماً بفرحـــــــني نبيلة
نـــــــــــــــورتيني ونــــــــورتي القصة

حلوة كتير غيوث
بدي اشكرك ميت مرة ع القصة بالفعل الرائعة
مممممممممممممم

تســــــــــــلميلي ياأحلى ريما
مرورك فرحــني كتير

» حين تتمزق الظلال..الجزء الأول
» حين تتمزق الظلال..الجزء الثاني
» حين تتمزق الظلال..الجزء الثالث
» من أوراق زوج سعيد جدا الجزء الرابع
» ايام سقطت من حياتى اليوم الرابع