العطر الأخير

موضوع: العطر الأخير الخميس فبراير 02, 2012 10:01 pm

العطر الأخير

العطر الأخير 43bd40a7670b49dc3422a27631c8d0d2

كبيدق شطرنج أبيض تخرج من الحمام إلى غرفة نومها، هي خطوات فحسب، لكن يجب أن تحسب بذكاء كي لا يداعب دفء قدميها العاريتين جليد البلاط، تقفز في ثوب الحمام الوردي من الباب الضبابي ببخار استحمامها، إلى أقرب سجادة منها إلى باب غرفتها، تغلقه خلفها كمن استطاع الهروب بأقل الخسائر.

أما ممرآتها الفوضوية تجلس على كرسي وعدته يوماً أن تكسيه ثوبا أبهى، كما وعدت تلك اللوحة العاكسة بالتنظيف أيضاً. أي منها لم يتحقق حتى الآن.

قبضتها الصغيرة تختفي في خيوط شعرها البني، تسرحه بهدوء كمن يؤدي طقساً طوطمياً مقدساً، لربع ساعة أو أكثر تسامر الخيوط المتموجة متفحصة كل تفصيل أمامها كأنها تراه لأول مرة. هو وجهها ذاته، ربما استرق وهجاً أدفأ،لا تطمع بأن تغلي كل تقاطيعها الناعمة، يكفي أن تلتهب عيناها لتصبح بحرارة ما كانت تستحم به منذ دقائق. الملامح نفسها، اعتادت خيبة الأمل تلك، لكنها تستلذ بذلك البحث الكولومبوسي بعد كل استحمام.

لا تصدأ أسنان المشط المعدنية أو تتعب من تسريحها الجنوني ذاك، يدخل في غيبوبة من حياة سابقة. يسير مع أناملها الرفيعة دون شكوى. كما تقبلت مرآتها عملها المتواصل دون أي تقصير.

تخرج من حالة التنويم المغناطيسي مجهولة السبب. تفتح باب خزانتها باحثة عن عطرها البنفسجي، لا تستخدمه إلا بعد الاستحمام. بشرتها الغضة وحدها من يستحق رذاذه الشفاف، ومهما كان ثمن ما ارتدت لن يكون بقيمة مساماتها المختفية. ربما لا يتجاوز سعر تلك الزجاجة أكثر من مصروف يوم واحد لها، لكن لتلك العبوة الرفيعة قصة أخرى.

هدية يتيمة منه كانت ولا تزال، في نهار عادي دون أي مناسبة. لم تعتد مبادرات لطيفة منه قبلاً، لم تحتج أن تعتادها، كانت يتيمة حقاً. في ذلك المساء الصيفي الدافئ، بعيداً عن عيون المدينة الضجرة، حاول أن يخط لوناً جديداً في علاقتهما. تذكر تماماً كيف شكرته على ذلك الشذى الأول، كانت قبلة بكراً أيضاً.

مضى على ولادة روح الملائكة البنفسجية أكثر من عام ونصف، لم تؤمن يوماً بمبدأ البركة، لكنها تتطلع للسماء كل ليلة بالشكر، على تزويد الزجاجة المنتظرة أختاً بالصبر كي لا تنطفئ.

تلتقطها تربت عليها، وكمن يحل معادلة رياضية تفك وثاقها. قبل أن تشتمها، تذكر ما حصل منذ أسبوع تماماً، لم تصدق كيف مرت الأيام بذلك السباق المارثوني الغريب، مازالا متخاصمين حتى اليوم. كان سببا تافهاً، لم يعتبره كذلك طبعاً، ما أراد أن يقتنع أن تلك الابتسامة التلقائية لحبيبها السابق، لم تكن أكثر من تحية لأيام لم تعد تمتلكها. لساعات مملة حاولت أن تمحي افتراضه الغبي بالخيانة. يدرك ذلك لكنه أراد أن يسجل رقم التنازلات التي يمكن أن تقدمها من أجله. بقي السجل فارغاً يومها مع مكالمة عقيمة. لم تحاول أكثر، سيعود إلى رشده في الصباح. لكن الشمس لم تشرق لسبعة صباحات متتالية.

تروي عروقها الرطبة بماء الذهب ذاك. ترتدي فستان نومها بسرعة. كل النوافذ حولها مغلقة، تترك واحدة مع الشوق مفتوحة، وتغفو.. مع رائحة عطره الأسطوري على جيدها قبل أن تنام، كان لابد أن يتفرغ لبطولة أحلامها في تلك الليلة. بحنين غجري تصحو لتراه حولها، في كل ما استطاعت عيناها أن تبصر. تعبق وسادتها، فستان نومها، أظافرها ، كل ما يحيط بها، بريح المجرة تلك.

لم يعد مهماً إن طالت قائمة التنازلات لديه. لطالما كان الطرف الأغنى حباً في قصتهما حتى الآن، لن تخسر شيئاً إن سرقت منه بضع نوبات صبابة من عينيه العسليتين. بأغلى ما لديها ستقسم أنها كانت ابتسامة بتولاً، ستذرف دمعتين أو أكثر إن لزم الأمر. لن توفر أياً من أساليبها النسائية لتعيده إليها. يستحق اعترافاً جديداً بحب قديم، تعلم كم يعشقها، وتدرك المبرر لذلك الشجار السخيف.

تستحضر عوالم عشقها الخرافي كلها محاولة أن تفكر فيما يحب أن يسمع منها في تلك اللحظة بالذات، لا تسعفها مخيلتها في نسج كلمات حب مغرية، لن تفكر أكثر، مهما قالتسيكون محبباً بصوتها.

تلتقط هاتفها لتكلمه، تبحث عن اسمه، تأخذ أنفاساً سريعة كي لا يختنق صوتها عندما تسمعه. تمسح دموعها التي قدمت خدماتها قبل ان تطلبها، لا تدري لم تبكي، ليس إحساساً بالذنب، تبكي شوقاً قاسياً، تسلل لأحلامها بخبث..

لا أحد يجيب، تنهك أذنها من سماع ذاك الصوت المتكرر الرتيب، تستلم لفكرة أنه نائم، لم يسمعه، لعشرات المبررات الواهية، دون أن توافق على السبب الحقيقي الوحيد. هو لا يريد أن يجيب.

يرن صندوقها الصغير، لا بد أنه هو، أحس بالذنب، كان نائماً ،أو ربما حاول أن يكتب صباحاً أجمل على شاشة الهاتف الباهتة، كم اشتاقت لرسائله الساعية، تغمض عينيها مستذكرة كل تفصيل في حلمها البنفسجي البارحة.

بذات التركيز الذي فتحت به عطر قصتهما، تفتح الرسالة:
لو سمحت أريد كل أشيائي السابقة منك (أعيدي هديتي غداً)..

العطر الأخير 42560

بقلم الزميلة والصديقة: رهام كوسا

قصه حلووووووه كتير
بس ليش هيك النهايه ههه
بس بجد قصه بتجنن وطريقة سردها رائعه
هلا شو بدي قول يعطيك العافيه الك لانك نزلت القصه
او الها لانها كتبتها ههههه

يلا يعطيكم العافيه انتو الاثنين

هههههههههههههه
ليش صفي حدا ماقلها هالحكي

نورتيني بمرورك اللطيف ملاك خانم

زائر

هادي للكاتبه الرائعه

*aa

وهادي لغيوث لانو نقل القصه

من إيمتى والشمس ترقعنا
يلا احسن من ولا شي

منووورة الموضوع نورا خانم

الله يعطيك العافية غيث وشكرا الك وللكاتبه رهام
ع السرد الرائع
العطر الأخير WPyq9101161727

الله يعافيكي فيروز

نورتي القصة باطلالتك المميزة

العطر الأخير 934853

الله يعطيك العافية غيث وشكرا الك وللكاتبه رهام

العطر الأخير 697458

الله يعاااافيك صطيف
نورتني بمرورك الرايق
عاش مين شافك ولو
king

شكراً ألك غيوثة وللكاتبة يلي كتبت القصة
كتير حلوة القصة اول الشي كنت عم اقرا ومو فهمانة
بس بعدين الحمد الله بلشت أفهم
العطر الأخير 714528

اي منيح كتير
لأنو العبرة دائماً بالنهايات

Wink

نورتني بمرورك المزوء

لعمى لعمى لعمى شو وااااااطي
لك حتى الهدية استكترها عليها عنجد حوينت الحب والزعل فيه

ودخيلك ترجعلو ياها يضرب هو وعطرو وهداياه

عنجد قصة راائعة شدتني كتير من اول حرف لاخر حرف
شكرا لكاتبة القصة الرااائعة وشكرا لغيوث لان شاركنا بهيك ابداع

عيونى حرقتنى من جملها
وفى الاخر النهايه دى
بصراحه انا..انا.....

» اخطار رش العطر على الرقبة
» ورود الفكر من حديقة العطر
» نصائح لتختار العطر الذي يناسبك
» القرار الأخير
» حين تتمزق الظلال..الجزء الرابع و الأخير