مركز الوسيلة الثقافي

أهلا وسهلا بك في منتدى الوسيلة الثقافي
للإنضمام لأسرتنا المتواضعة
نرجو منك التسجيل
وإن شالله بتقضي أوقات حلوة ضمن صفحات الموقع

ملاحظة هامة:
عند التسجيل ستصلك رسالة لتفعيل عضويتك
على الـ E-mail الذي سجلت به
وقد تكون الرسالة في صندوق البريد المهمل (Junk)


إدارة مركز الوسيلة الثقافي
مركز الوسيلة الثقافي

أهلا وسهلا بك في منتدى الوسيلة الثقافي
للإنضمام لأسرتنا المتواضعة
نرجو منك التسجيل
وإن شالله بتقضي أوقات حلوة ضمن صفحات الموقع

ملاحظة هامة:
عند التسجيل ستصلك رسالة لتفعيل عضويتك
على الـ E-mail الذي سجلت به
وقد تكون الرسالة في صندوق البريد المهمل (Junk)


إدارة مركز الوسيلة الثقافي
مركز الوسيلة الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الوسيلة الثقافي .. وسيلتك للتميّز والإبداع
 
الرئيسيةالبوابةالمجلةمن نحنأحدث الصوردردشةالطقسالتسجيلدخول

 

 لمن الــوطن؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مركز الوسيلة
G.M
G.M
مركز الوسيلة


ذكر

العقرب الثعبان
عدد المشاركات : 33760
نقاط النشاط : 58252
السّمعَة : 1350
الدولة/المديـنة : Amman
العمل/الدراسة : G.M
العمــر : 34
الأردن
ساخر
لمن الــوطن؟ Left_bar_bleue100 / 100100 / 100لمن الــوطن؟ Right_bar_bleue


لمن الــوطن؟ Empty
مُساهمةموضوع: لمن الــوطن؟   لمن الــوطن؟ Ouo10الأربعاء أبريل 18, 2012 1:55 am


لمن الــوطن؟

الإبريق يغلي، يصفر، وأزيز معدنه يئن على نار الفرن الصدئ، يختنق ببخاره، ما يلبث أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، رائحة الشاي المكرمل المحروق تعبق في الغرفة، صوت ارتواء المعدن يطفي ضجيج الغرفة. يناديه صديقه:
- " مازن.. ألم تسمع صوت الإبريق، عليك أن تنظف الفرن حالا، قبل أن يبرد ويصعب تنظيفه."
- "حسنا.."
يمشي مازن أربع خطوات من سريره الحديدي نحو باب الغرفة، كل شيء قريب في تلك الغرفة الصفراء، المغسلة، الخزانة، المكتبة، أشياؤه الكثيرة تجعل الغرفة أضيق مما هي عليه في الواقع. هو سمع صوت الإبريق، لكن رائحة السكر المحروق،كانت ومازالت تثيره.. غادة كانت تحبها ايضا، هي من اوحى له بجمال تلك الرائحة. كانت تقول:" إن أردت أن تصبح مدمن شاي حقيقيا، عليك أن تعشق ذلك الحبر الأسود، لا أحبه أحمر، يجب ان يغلي ليغدو قاتما كالليل، حتى يموت على النار، ويميتها."
كانت تعشق الشاي الأسود، كانت تعشقه أيضا، ولأربع سنوات طويلة ماملت ترددها هامسة في أذنه، " أنا أحبك". علىعكس علاقات الحب الاعتيادية، كانت دائما من يبادر، هي من قالت له إنها تحبه أولا، صحيح أن اعتراف الإعجاب جاء من مازن أولا، وطلب رقم الهاتف الأرضي كان منه وقتها، إلا انها منذ أخبرها أنه يريد أن يتعرف عليها، وهي المبادرة دوما، " أنا المسؤولة عن حبنا، أنا أحبك، وأحب خجلك الطفولي، أي اعتداء على حبنا، اعتداء علي شخصيا". بعد كل جرعة عشقية كان يبخل بها مازن،تلك إجابة غادة الدائمة، وفي كل مرة كان يجيبها،" كما تشائين يا آلهة حبي".
وبعد أربع سنوات، كانت رأس السنة الماضية مناسبة من البديهي أن يمضياها معا في إحدى مطاعم المدينة القديمة، مع ضجة الأصدقاء مودعين عاما كاملا بأرقام تنازلية، لم يخططا لذلك العام كما حصل فعلا. قد خططا لكن أيا من تلك التوقعات والأحلام لم تصبح حقيقة.
في ذلك المطعم المنزلي كانت غادة تجلس في حضن مازن، لا تجرؤ على فعلها عادة، لكنها في تلك المناسبة يحق لها في تلك السهرة ما لايحق لها في الأيام العادية. مع عشرات المتسمرين أمام شاشة التلفاز كانت تنتظر دورها، مع عشرات المقتاتين على فتات أحلام، كانت تنتظر وجبة الأمل السنوية من فم فلكية جاهلة، تدرك غباءها لكنها تحب سماع كلمات أحلام، رسم تلك التوقعات في مخيلتها. " جاء برجي. تلك أنا. هدوء ..هدوء." وهما يضحكان انتهت تلك الفلكية من زج توقعاتها في ذهن غادة، لم تعبأ بما قالته، لم تسمعه كله، لكن صوت ضحكتها أغرق المطعم عندما قالت:" على الصعيد العاطفي، فشل كبير سيعانيه مواليد هذا البرج، في الشهر التاسع تحديدا".
نظرت إلى عيني مازن وهي تقول:" إذا لن أكون من مواليد برج القوس هذا العام."

عام طويل، مع إنجازات وخيبات لانهائية، تطاولت أيامه عن حدودها الأربع عشرينية، أسابيع حبلى بالأمنيات اجهضت قسرا، وأخرى حسبتها غادة ستكون عقيمة، إلا أنها أنجبت الكثير.
مع نشرات الأخبار التي قاطعها مازن في الشهور الأخيرة، ليس تهكما وإهمالا، بل بتوجيهات من طبيب نفسي، كانت غادة تغرق في تفصيلات المراسلين أكثر، أصبحت وكالة أنباء متنقلة، حتى هي تفاجأت في هوسها الغريب ذاك بالشؤون السياسية. كطالبة طب، لم تجد وقتا لأن تفتح التلفاز، وإن قررت يوما أن تسمح لإهمالها بأن يسيرها، ماكانت تختار محطات الأخبار طبعا.

بعد كل نشرة كانا يتابعانها سوية في إحدى مقاصف الجامعة أو المدينة الجامعية، كانت غادة تبدي تحفظا على كل ما يقال، فالنشرات الإخبارية لم تعد مادة إعلامية تقدم للمشاهدين، لتنسى بعد دقائق، بل َأضحت وجبة اجتماعية لا يشبع منها إلا القليل، لم تكن غادة إحداهم أبدا.
في البداية كانت تصمت مستمعة لما سيقال، صمتها أثار ريبة الجميع، لابد انها تسجل لكل منهم ما قاله ليرفع لجهات عليا، هكذا سوغ اصداقاؤها تحفظها في إبداء رأيها حول ما يحدث. تسويغات واهية، إلا أنها تأكدت للجميع مع بداية تدخلها في النقاشات السياسية التي ماعاد من اللائق أن يطرح غيرها في أي مجلس، حتى في مجالس النساء، غطى ذلك الموضوع على طبخة اليوم، وفستان الجارة، كان لابد لها أن ترسم موقفا، أن تتكلم.

- غادة: " ألم تسمع ماقاله التلفزيون اليوم؟"
- مازن: " لا..طبعا، أخباري تأتيني من مصادرها الأصلية."
- غادة: " لقد قتلوا طفلا ورجلين البارحة، والتلفزيون يقول إن الأمن سيعثر على من فعلها، أتعلم؟ ربما..."
- يقاطعها:" أعلم..لكن يبدو أنك لا تعلمين؟"
- غادة: " لا اسمع..صرح الوزير.."
- مازن: " غادة أرجوك..غيري الموضوع، أو على الأقل لا تسمعيني ما قاله الوزير."
هكذا كانت تموت نقاشاتهما السياسية في بداية الأحداث، عندما كان أحدهما يتكلم، كان الأخر يصمت محاولا إنهاء الحديث بأقل تصادم موقفي ممكن، لكن مع تعقد الأحداث، واختناق الأزمة، امتدت المجادلات على أحاديثهما الليلية، وعلى مخططاتهم المستقبلية لاختيار اسماء ابنائهم، ولون الجدران، وبات التصادم نهاية طبيعية لكل حديث بينهما، وإن لم يكن سياسيا.
في البداية، كانا متفقين على ألا يتفقا في هذا الموضوع بالذات. في الماضي كان يوافقها في كل شيء. من أجلها غير أسلوب حياته، ولباسه، طريقة دراسته، غير كل شيء كما تحب، منطلقا من فكرة أنها تعلم أكثر منه، تدرك ماهو الأفضل له. لكنها في ذلك الموضوع أدرك أنها لا تعلم شيئا ابدا.

لقاؤهما اليومي الذي كان يمتد لساعات، صار أسبوعيا بحكم سفره كل خميس إلى بلدته. في السنوات السابقة كان يؤجل تلك الزيارات ليختصرها بواحدة في نهاية كل فصل دراسي، لكن مع استشهاد أخيه مع بداية الربيع، انتظمت زياراته، لم يعد بإمكانه أن يترك والديه وحيدين هناك. كانت غادة تقضي تلك العطل الأسبوعية لوحدها في المشفى،تتطوع بنوبات عمل إضافية حتى تجنب نفسها العودة لبيتها، وتتذكر أنه هناك، في تلك المدينة الحزينة، مع كل زيارة هناك، يعود مازن أسوء، أكثر حزنا، أشد حقدا.
علمته كيف يلبس، كان يوافق على اقتراحتها دائما، هذه المرة فشلت في إقناعه أن يخلع الأسود، بعد خمسة اشهر على استشهاد أخيه، مازال مازن يرفض أن يبتسم، يأبى أن يتكلم في أي شيء إلا في الموضوع الجدلي ذاته.
إثر وفاة أخيه، حرصت غادة ألا تستفزه أبدا، ألا تتكلم في السياسة نهائيا، لكن مع تعنده الفظيع، كان التصادم حتميا، كان لابد أن ترد.

- " يا مازن..يا حبيبي..أرجوك..لا تتكلم في السياسة أمام أي شخص..لا تثق بأحد اليوم."
- " حتى حق الكلام علي أن أتنازل عنه؟؟ لن أصمت."
- " لكن كلامك خطير..يجب أن.."
- " لا آبه حقا..أسوء ما قد يحصل أن ألحق باخي.."
- " مازن..وأمك؟؟ ألا تشفق عليها؟؟"
- " أمي ستفخر بي..ستفخر بنا."
لم تنته جدالاتهما السياسية عند ذلك الحد طبعا، وكلمة " أحبك" التي كانت تختتم كل محادثة هاتفية بينهما اختفت، حتى تلك المكالمات قلَت. ومع تطوع غادة في الاتحاد الطلابي في الجامعة، باتت علاقة مازن وغادة في مهب الريح، فمدى تأييد غادة للحكومة كان مفاجئا لمازن، هو يعلم أنها مع الاستقرار الذي كان، مع الحاضر المعروف وإن لم يكن بتلك الروعة، على أن تسلم زمام الدولة لمغترب لم يزر وطنه منذ ربع قرن. لكن انتسابها للاتحاد كان الشعرة الحاسمة، لايمكن أن يراها مع أولئك الذين اقتادوا رفاقه من مدرج الكلية قبل أيام، لا يستطيع ان يدعها تصبح منهم. فشلت كل محاولاته في إقناعها الانسحاب من الاتحاد.
- " لا يمكن أن تكوني منهم..أنت لست مثلهم.."
- " لماذا؟"
- " لماذا تريدين إغاظتي..ألم تري ما حصل لأخي، وأصدقائي..أنت لماذا..لماذا؟؟"
- " لا دخل لهم طبعا..أنا هنا لأحمي أمن الجامعة..ألا يهمك أيضا؟"
- " طبعا..لكن ليس معهم..أرجوك."
- " أنا لست معهم.. أنا مع الوطن."
- " أي وطن..لمن الوطن؟؟"
- " لنا.."
ضاقت مقاصف الجامعة بهما، بحديثهما الواحد، ولم يخفف استدعاء مازن الرابع لمركز الأمن من نشاطه السياسي داخل الكلية وخارجها، صار يتكلم بصوت يسمعه الجميع، أصبح معروفا ومكروها من طلاب الاتحاد المنتشرين بين الجميع، هم ذاتهم صاروا رفاق غادة الدائمين.
- " مازن..إن بقيت على هذه الحالة سيستدعونك للمرة الخامسة، لقد حفظوك هناك، هذا ليس من مصلحتك."
- " وأن ابقى صامتا ليس في مصلحتي ايضا."
- " لكن ليس لهم علاقة، لادخل لهم."
- " لا أصدق أنك مازلت مقتنعة بذاك الكذب الغبي."
- " لكن التلفزيون قال.."
- " اخرسي.. وأخرسي ذلك الذي قال.."
- " لن استطيع .. معك هكذا..لن أستطيع.."
- " كما تشائين.."
كان يراه ربيعا، وكانت تراه أزمة.. مات ربيع حبهما، ومازالت الأزمة.. لم يكن كلاما تنجيميا فارغا، هو فشل عاطفي في نهاية أيلول، انتهى خريف ذلك العام ولم ينته العام بعد..


رهام كوسا


عدل سابقا من قبل Ghaith Hl في الأحد يوليو 08, 2012 8:17 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



لمن الــوطن؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمن الــوطن؟   لمن الــوطن؟ Ouo10الأربعاء أبريل 18, 2012 2:16 am

ياعيني شو هالقلم الذهبي وهالحبكه الجميله

مما راق لي ولامس فؤادي من الداخل Smile
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Love Is My Witness
مراقبة متعددة المهام
مراقبة متعددة المهام
Love Is My Witness


انثى

العقرب القرد
عدد المشاركات : 5092
نقاط النشاط : 10907
السّمعَة : 297
الدولة/المديـنة : الأردن
العمل/الدراسة : جامعية
العمــر : 31
الأردن
أذاكر
لمن الــوطن؟ Left_bar_bleue100 / 100100 / 100لمن الــوطن؟ Right_bar_bleue

لمن الــوطن؟ Medal-15 لمن الــوطن؟ Medal-14 لمن الــوطن؟ Medal-16 لمن الــوطن؟ Medal-15 لمن الــوطن؟ Medal-14

لمن الــوطن؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمن الــوطن؟   لمن الــوطن؟ Ouo10الأربعاء أبريل 18, 2012 4:36 pm

استمتعت جدا بكل الاحداث واحزنتني النهاية
يعطيكي العافية يا كاتبتنا المبدعة دمتي ودام قلمك
شكرا غيث ع مشاركتنا لهيك مواضيع

لمن الــوطن؟ W6w200507221351372349dfpw1
لمن الــوطن؟ 11918547315581 لمن الــوطن؟ 11918547315581
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لمن الــوطن؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مركز الوسيلة الثقافي :: نفحات شعرية وأدبية :: كان ياما كان-
انتقل الى: