الدار البيضاء تفتتح معرضها على وقع الانقسامات

فؤاد مدني

الدار البيضاء ــ بعد غد الجمعة، تنطلق الدورة الـ17 من «معرض الدار البيضاء الدولي للنشر والكتاب» على وقع دعوات بالمقاطعة وجّهها عدد من الكتّاب والمثقفين المغاربة. بحسب هؤلاء، فإنّ المعرض الذي يستمر حتى 20 شباط (فبراير) الحالي تحت شعار «القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة»، يُعدّ أحد تجليات عجز وزارة الثقافة ومن ورائها الحكومة، عن بلورة تصور وطني للعمل الثقافي. وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لخطوة «المرصد الثقافي المغربي» الذي دعا إلى مقاطعة أنشطة وزارة الثقافة المغربية، فيما سحب عدد من الكتّاب كتبهم من المعرض، كما تراجع بعضهم عن الترشح لجائزة المغرب للكتاب. هذا الأمر دفع وزير الثقافة بنسالم حميش إلى وصف دعوات المقاطعة بالتافهة، وذهب إلى التأكيد أنّ أحلام مستغانمي ستشارك في المعرض إلى جانب كتّاب آخرين في محاولة منه لنفي أنباء المقاطعة.
على أي حال، تنقسم الساحة الثقافية في المغرب اليوم، بين وزارة الثقافة وعدد من الهيئات المغربية والكتّاب الذين ينادون بضرورة النهوض بالمشهد الثقافي. أمّا المرصد الثقافي الذي تأسّس العام الماضي، فجاء تعبيراً عن معارضة جزء من المثقفين لسياسة وزيرهم بنسالم حميش، لكنّ مثقفين نقديين آخرين، يرون أن المواجهة بين الطرفين، تدور على خلفيّة «صراع مصالح» ليس إلّا. على أي حال، وبغض النظر عن الانقسامات الحاصلة، ستشهد الدورة الـ17 مشاركة نخبة من الباحثين والمثقفين والكتاب المغاربة والأجانب.
وستحلّ إيطاليا ضيفة شرف على المعرض الذي سيحتضن عدداً من الندوات، في 3 قاعات أُطلقت عليها أسماء الراحلين محمد عابد الجابري، ومحمد أركون وإدمون عمران المليح الذين رحلوا العام الماضي. وتشهد الدورة توسعاً لجهة عدد الناشرين الذي ارتفع إلى 724 من 42 بلداً.
ومن بين أهم الفقرات المبرمجة اللقاء الافتتاحي مع الفيلسوف والمفكّر الفرنسي إدغار مورين، وندوة عن واقع اتحاد المغرب العربي وإمكاناته، وبناء مجتمع المعرفة، ولقاء مع ألان غريش، وغير ذلك من ندوات يشارك فيها مثقفون وكتاب عرب من بينهم: حسن أوريد، وأحلام مستغانمي، ونبيل بنعبد الله، وعبد الحميد عقار، ورشيد بوجدرة، وعبد الغني أبو العزم، وعبد الكريم الطبال، ونور الدين أفاية، ومحمد سبيلا، وأحمد بوزفور، وكاظم جهاد... وقد أعلنت مشاركة جابر عصفور وزير ثقافة الأيام الأخيرة من عهد مبارك، لكن حضوره لم يتأكد طبعاً. كما أُعلن حضور كاتبين مصريين غائبين عن المشهد الراهن تماماً هما صلاح فضل، ومحمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتّاب المصريين. ولعلّ من أهم محطات البرنامج الثقافي لهذه الدورة المواعيد الفكريّة عن ثلاث قامات مغاربيّة رحلت: محمد عابد الجابري، ومحمد أركون، وإدمون عمران المليح، كما تكرّم هذه الدورة الشاعر محمد بنطلحة، والكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد.