صباحكم / مسائكم خير
حوار مع الليل
أَلاَ يَا لَيْلُ كَمْ هَـذَا العَنَاءُ ...وَكَمْ هَـذَا التَّعَالِي وَالجَفَـاءُ
أَتَيْتَ بِطَيْفِهَا تَبْغِي بُكَائِـي ...وَفِي أَشْوَاقِهَا يَحْلُــو البُكَاءُ
حَلُمْتُ بِوَصْلِهَا زَمَنًا طَوِيلاً ...وَأَحْلاَمِي بِهَا كَانَتْ هَبَــاءُ
بَنَيْتُ لَهَا مِنَ الأَشْوَاقِ قَصْراً ...لَهُ مِـنْ حُسْنِ طَلْعَتِهَا ضِيَاءُ
أُنَاِدي بِاسْمِهَا فِي كُـلِّ حِينٍ ...إِذَا ذُكِرَتْ يَكُونُ لَهَا الثَّنَـاءُ
بِهَا زَيَّنْتُ أَيَامِي وَعُمْـرِي ...كَمَا بِالبَدْرِ زُيِّنَتِ السَّمَــاءُ
أَلاَ يَا لَيْلُ بَلِّغْهَا سَلاَمـِـي ...بِلُطْـفٍ مِنْكَ يَتْبَعُهُ الصَّـفَاءُ
وَأَخْبِرْهَا بِمَا فَعَلَتْ بِقَلْبِـي ...فَجُرْح القَلْبِ لَيْسَ لَـهُ دَوَاءُ
وَعَاتِبْهَا عَلَى مَا كَـانَ مِنْهَا ...وَقُلْ فِي الحُبِّ عَنِّي مَا تَشَـاءُ
وَكُنْ يَا لَيْلُ لِي عَـوْنًا عَلَيْهَا ...وَعَزِّي النَّفْسَ إِنْ نَفَعَ العَـزَاءُ
فَمَا أَحْيَا وَلاَ كَـانَتْ حَيَاتِي ...إِذَا مَا حَرَّمَ العَـذْلُ اللِّـقَاءُ
مَلاَكِي كَيْفَ تَقْتُلُنِي بِحُـبِّي ؟ ...فَمَالِي بَعْـدَ رِحْلَتِهَا بَقَــاءُ
رَحَلْتِي عَنْ حَيَاتِي بِـلاَ وَدَاعٍ ...فَإِنَّ حَيَاتِي أَوْ مَـوْتِي سَـوَاءُ
فَكَمْ تَاقَتْ إِلَى لُقْيَاكِ نَفْسِـي ...فَهَلْ مِنْ بَعْدِ فُـرْقَتِنَا لِقَـاءُ؟
يُدَاعِبُنَا الحَنِـــينُ إِذَا الْتَقَيْنَا ...وَيَنْمُـو بَيْنَـنَا ذَاكَ الحَبَـاءُ
حَيَاتِي أَنْتِ يَا أَمَلِي وَعُمْـرِي ...لأَجْـلِ لِقَائِنَا أَهْـوَى البَقَاءُ
لَقَدْ بَكَتْ الجَوَارِحُ فِيكِ عُمْراً ...وَرُوحِي فِي مَحَبَّتِهَا فِــدَاءُ
أُغَنِّي فِي مَحَبَّتِهَا قَصِيــدِي... فَيَحْلُو عِنْـدَ ذِكْـرَاهَا الغِنَاءُ
أُكَاتِمُ فِِيكِ شَوْقِي فِي صَبَاحِي... فَيَفْضَحُنِي إِذَا عَـمَّ المَسَـاءُ
عَلِيلُ الرُّوحِ أَعْيَانِي غَـرَامِي ...وَبَيْـنَ يَدَيْكِ مَوْلاَتِي الـدَّوَاءُ
فَمَنْ يَعْشَقْ يَعِشْ عُمْراً جَمِيلاً... وَفَقْـدُ أَحِبَّتِي بِئْسَ الشَّقَـاءُ
أُبَلِّغُ بِالأَمَانِي عَــنْ لِسَانِي ...وَأُبْدِي مَا يَكُـونُ لَهُ خَفَـاءُ
سَـلاَمٌ مِـنْ فُؤَادٍ مُسْتَهَـامٍ ...عَلَى وَجْـهٍ يُكَلِّلُهُ الحَيَــاءُ
إِلَهِي قَدْ غَرَسْتَ الحُبَّ عِنْدِي ...فَيَا رَبِّي تَقَبَّـلْ لِي رَجَــاءُ
إِلَـهُ الحَـقِّ رَحْمَانَ الـبَرَايَا ... مُغِيثُ الخَلْقِ إِنْ نَـزَلَ البَـلاَءُ
تَكَرَّمْ يَا رَحِيمُ بِحُسْنِ عَفْـوٍ ...وَأَكْرِمْنِي إِذَا حَسُنَ العَـطَاءُ
لَئِنْ تَفْنَى الحَيَاةُ وَطَــالِبِيهَا ... فَلَيْسَ لِرَحْمَةِ المَـوْلَى فَـنَاءُ
:
تقبلوا الاحترام[i]